Featured articles en vedette Artículos Artigos destacados Ausgewählte Artikel Articoli in evidenza

07/10/2023

طوفان الأقصى: ما عسى للحديد أن يفعل أمام الريح؟

فاوستو جيوديشي
  7أكتوبر 2023

فاوستو جيوديشي (روما، 1949) مؤلف ومترجم و ناشر. مقيم بتونس منذ 2011

في فجر يوم السبت " شبات"، على الساعة 3:30 صباحًا بتوقيت جرينتش، قام مقاتلو حركة حماس الفلسطينية والجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بشنِّ هجومٍ شامل على إسرائيل من غزة. بينما انهالت مئات الصواريخ (بين 2000 و5000) على المستوطنات الصهيونية، دمَّرَ المقاتلون على متن مركباتهم "الجدار الحديدي" الذي يحيط بغزة، واخترق الآخرون الحاجز البحري، كما حطَّ جزء آخر على متن طائرات شراعية آلية (ULM) في اسرائيل. وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، قام 60 مقاتل فلسطيني باختراق مناطق إسرائيلية. كما تم أسر حوالي أربعين جندياً ومستوطناً إسرائيلياً في الدقائق الأولى، ولا يزال عدد القتلى والجرحى في الجانب الصهيوني غير معلوم. أُطلق على العملية اسم "طوفان الأقصى"، أي طوفان أو عاصفة الأقصى (طوفان هي كلمة عربية فارسية أدخلت في جميع اللّغات، وهي أصل كلمة "typhon" في الفرنسية؛ و استعملت الكلمة أيضًا كأسم لسلسلة من الصواريخ الإيرانية.(


 إنها حقيقة تاريخية: إذا أردنا مهاجمة إسرائيل، فيجب أن نفعل ذلك صبيحة يوم السبت، عندما يستريح اليهود. وهذا ما فعله الجيشان المصري والسوري في 6 أكتوبر 1973، بعبور قناة السويس والدخول إلى هضبة الجولان المحتلة. في عام 1973، استغرق الأمر أسبوعًا حتى استيقظ الصهاينة مذهولين من الهجوم المفاجئ ويشرعون في الهجوم المضاد.

من انتصر في حرب رمضان/كيبور؟ أمر قابل للنقاش. لكن المؤكد هو أن هذه الحرب كانت بمثابة ناقوس الموت بالنسبة للعماليّين الإسرائيليّين، هؤلاء الصهاينة ذوي الوجه الإنساني، نسخة أشكنازية من الديمقراطية الاجتماعية الأوروبية. كما أنها وضعت حداً لـ "الثلاثين المجيدة" وأشعلت شرارة "أزمة النفط" الأولى.

صدمتني صورتان قويتان من هذه الفترة: صورة الطرق السريعة الأوروبية الخالية تمامًا من السيارات، وصورة ملكة هولندا وهي تخرج عربتها وخيولها للتجول. بالنسبة للعرب، 73 كاد أن يمحو إهانة ال67. وبعد عشر حروب، أين نحن الآن؟

لقد أصبح الفلسطينيون أكثر تجزءًا وانقساماً وانفصالاً من أي وقت مضى، بين أربعة أجزاء: غزة والضفة الغربية والقدس التي تحولت إلى "بانتوستانات" يحاصرها الجنود والمستوطنون، وفلسطين عام 1948، والشتات العالمي، من لبنان إلى شيلي. لقد تعرضوا للخيانة وتم التخلي عنهم بشكل نهائي من قبل جميع الدول العربية، وحاربتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخدعتهم الأمم المتحدة، ولم يتمكنوا من الاعتماد إلا على إيران، ودولارات النفط القطري، وتشجيع حزب الله و تضامن الرأي العام العالمي و لو بشكل غير متواصل.


للمقاومة الفلسطينية وجوه عديدة مثل ألوان قوس قزح، ولكن بخلفية مشتركة قوية: الشعور والوعي بالانتماء إلى نفس الشعب. إن كل عائلة فلسطينية هي عبارة عن برلمان مصغر، وهذا هو الأساس الأنثروبولوجي للديمقراطية التعددية المستقبلية. بمجرد إزالة العائق الأكبر. عائق اسمه الصهيونية.

الإسرائيليون: تكتل متنوع لا يمكن للسياسة ولا الاقتصاد ولا الثقافة ولا حتى الدين أن يجمعهم معًا. وحدها الحرب قادرة على تحقيق ذلك وأهم مكوناتها و هو الخوف من العدو. هذا ما نراه اليوم: جنود الاحتياط في الجيش، الذين أعلنوا أنفسهم في المعركة ضد مشروع الإصلاح القانوني للنظام الصهيوني، أعلنوا على الفور أنهم سينضمون إلى وحداتهم لمواجهة العدو المشترك. انتهت المسيرات في شارع كابلان. الكل متحدون ضد غزة ومستعدون لعملية “السيوف الحديدية”.

فإلى متى ستستمر هذه الحرب الجديدة؟ أسبوع؟ شهر ؟ لا أحد يعرف.

الأمر المؤكد هو أن مقاتلي غزة سيتفاوضون غالياً على ثمن إطلاق سراح أسراهم. ومع وصول عدد السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إلى 4900 سجين، فإن التوصل إلى اتفاق على أساس "واحد مقابل مائة" سيكون منطقياً.

لا "السيوف الحديدية" ولا "الجدران الحديدية" ولا "القباب الحديدية" يمكنها أن توقف رياح الأعاصير.

Aucun commentaire: