Affichage des articles dont le libellé est جمهورية كنعان. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est جمهورية كنعان. Afficher tous les articles

19/11/2025

دعونا نحلم- فاطمة كارامازوف رئيسة وزراء لبلد جديد: جمهورية كنعان

فاوستو جوديشي، 2003/9/28

                                                                             تلاكسكالا ترجمها 

English Français Español Italiano

لأولئك الذين كانوا يجيبونه: «أنت تحلم !»، كان سامي الديب، «الفلسطيني الكوني» الذي أسّس «الجمعية من أجل دولة ديمقراطية واحدة في فلسطين/إسرائيل» (ASEDPI)، اعتاد هذا الأخير أن يجيب: « أتفضّلون الكابوس الحاليّ؟»

  يجب أن نحلم. ولذلك، ومن أجل تشجيعكم على الحلم، أقترح عليكم قصّة خيالية كُتبت عشية الذكرى الثالثة لانتفاضة الأقصى، لكنها ما تزال صالحة لوقتنا هذا. وعلى كلٍّ منكنّ ومنكم أن يستعمل مخيّلته ليطوّرها، لعلّها تصبح رواية واقعية بكل معنى الكلمة. 

  القدس/أورشليم، 30 كانون الثاني/يناير 2030 – للمرة الأولى في هذا القرن، للمرة الثانية في تاريخها، تتولى امرأة  منصب رئيسة وزراء إسرائيل. لكن ما هو أهمّ من جنسها هو هوية هذه المرأة الشابّة – فهي لا تتجاوز الأربعين – التي فاز ائتلافها للتوّ في انتخابات الكنيست. ففاطمة كارامازوف هي ابنة لأبٍ روسيّ غير يهودي – كان موظفاً في الحزب الشيوعي السوفييتي وملحداً – وأمٍّ فلسطينية مسلمة. وُلدت سنة 1990 في موسكو، ثم وصلت في سن الثالثة إلى أمّ الفحم، مسقط رأس والدتها.

وقد تعرّف والدها على والدتها في لينينغراد سنة 1987 حيث كانت الأم تدرس الطب.

فاطمة كارامازوف، زعيمة "الاتحاد السلافي"، وهو اليوم الحزب الأكثر شعبية في إسرائيل، قادت ائتلافاً يحمل اسم "التحالف الجديد"، يضمّ 127 مجموعة وحركة يهودية وغير يهودية، بينها 42 فلسطينية و50 مختلطة. وقد استمال برنامجها الانتخابي، الذي تميّز ببساطة ثورية، 32% من الناخبين، واضعاً التحالف الجديد في صدارة المشهد السياسي بعيداً عن الأحزاب الصهيونية التقليدية التي تراوحت نتائجها بين 2 و15%. ومع عجز هذه الأحزاب المتشظية عن التوصل إلى حدٍّ أدنى من الاتفاق، مُنح التحالف الجديد تكليف تشكيل الحكومة المقبلة. لكن الطريق أمامه لن يكون سهلاً.

وفي تعليقها على نتائج الانتخابات، خرجت صحيفة  جيروزالِم بوست على غلافٍ بدا كأنه إعلان وفاة، كاتبةً بخط أسود عريض: «موت الصهيونية». أما هآرتس فاختارت غلافاً ملوّناً يدمج العلمين الإسرائيلي والفلسطيني وقد كتبت بثلاث لغات: العبرية والعربية والإنجليزية: «مرحباً بكم في جمهورية كنعان!».

ومن بين أكثر النقاط إثارة للجدل في برنامج التحالف الجديد: هدْم الجدار البالغ طوله 800 كيلومتر والذي قسم البلاد منذ 25 عاماً، واعتماد اسم جديد للدولة، وإعلان دستور يُعرَض على استفتاء، ومنح كامل الحقوق المدنية لسكان «المنطقة ب»، أي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، التي ضُمّت بين 2008 و2010 من دون أن تُمنح لسكانها حقوق المواطنة الإسرائيلية الكاملة. ويُذكر أن هذا الضم كان سبب «حرب الأشهر الستة» عام 2011 ضد سوريا وجمهورية العراق الإسلامية، والتي خلّفت 50 ألف قتيل إسرائيلي و600 ألف قتيل سوري وعراقي. ولم يخرج أحد منتصراً من تلك الحرب التي دشّنت بداية الانحدار الإسرائيلي.

وتتعهّد الحكومة الجديدة بخفض ميزانية الجيش بنسبة 25%، وتقليص الخدمة العسكرية من 3 سنوات إلى سنة ونصف، واعتماد خدمة مدنية بديلة، ودمج الفلسطينيين في الجيش والشرطة. كما وعد التحالف الجديد بالسماح للعمال المهاجرين المقيمين منذ 5 سنوات بالحصول على الجنسية أو بطاقة إقامة لمدة 10 سنوات. غير أن أكثر ما أثار النقاش في الحملة الانتخابية كان الحديث عن نيّة السيدة كارامازوف تغيير اسم البلاد وتضمين هذا التغيير في مشروع الدستور المعروض على الاستفتاء. والاسم الجديد المقترح للدولة الإسرائيلية–الفلسطينية هو: جمهورية كنعان.

 وستصبح العربية لغةً رسمية إلى جانب العبرية، فيما تحصل الروسية والإنجليزية والفرنسية على وضع «اللغات الوطنية». وفاز التحالف الجديد لأنه نجح في بناء تحالف حقيقي بين المكوّنات الثلاث الكبرى للناخبين: المهاجرون السلاف وأبناؤهم، واليهود القادمون من البلدان العربية والأفريقية، و«العرب الإسرائيليون».

  وكان محرّك الحملة الشباب المولودين في «القرى المختلطة» التي أسسها أهلهم في إسرائيل والضفة الغربية منذ 2005، وضمت إسرائيليين أصليين وسلافاً مهاجرين وفلسطينيين. وقد جاءت هذه المبادرة من قادة «الاتحاد السلافي» الذي تأسس عام 2002 على يد مهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق. ويبلغ عدد سكان هذه القرى المختلطة اليوم نحو 120 ألفاً.

هذه «الأغلبية الجديدة» النسبية هي أول ترجمة انتخابية لحقيقة ديمغرافية. وستتحول إلى أغلبية مطلقة عندما يبلغ الخمس ملايين من سكان «المنطقة ب»السن القانونية للاقتراع و يصبحوا ناخبين فعليين.

و لإفساح المجال أمام الممثلين الجدد، يعتزم التحالف الجديد رفع عدد مقاعد الكنيست (المجلس) من 120 إلى 200.

أما «جبهة الرفض الصهيوني»، التي تضم 17 مجموعة متشددة، فقد حذّرت من أنّ فوز كارامازوف سيجعلها «تشعل البلاد ناراً ودمّاً قبل أن تسلّمها مربوطة للمسلمين والمسيحيين». وكانت كارامازوف قد أمّنت نفسها خلال الحملة بمئة حارس متطوع، نصفهم روس ونصفهم فلسطينيون. وقد تعهّدت بمنح عفو عام عن جميع المعتقلين السياسيين والعسكريين، فلسطينيين كانوا أم يهوداً معارضين.

وإذا كان الصهيونية قد ماتت فعلاً في 30 كانون الثاني/يناير 2030، فإن كل شيء لا يزال أمام هذا البلد الجديد كي يصبح واقعاً مستقراً وملموساً. وفي الأثناء، يفترض أن تعكس الحكومة الجديدة التركيبة الديمغرافية للبلاد، بحيث يكون عدد الوزراء اليهود وغير اليهود متقارباً. ويرجَّح اختيار مسيحي فلسطيني وزيراً للعدل، وسيدة من أصول إثيوبية وزيرة للرياضة. أما وزارتا الداخلية والدفاع فستسندان ليهود من أصول مغربية وعراقية. وسيكون وزير الخارجية هو الرجل الثاني في الاتحاد السلافي، كونستانتين فيدوروف، المولود عام 1990 لأبوين مهاجرين من الاتحاد السوفييتي، والمنفصل جذرياً عن الهوية اليهودية منذ ثلاثة أجيال. وقد رفض طوال الحملة الإجابة عن سؤال: «هل أنت يهودي؟»، مكتفياً بالقول: «هذه مسألة خاصة وليست شأناً عاماً. عندما يفهم الإسرائيليون ذلك، سيتمكنون أخيراً من بناء مجتمع إنساني عادي وبسيط.»

القدس – أورشليم، عاصمة جمهورية عالمية جديدة؟ مع انتخاب كارامازوف، أصبح هذا الحلم واقعاً ممكناً. وتملك رئيسة الوزراء الجديدة حليفة من الطراز الرفيع: الرئيسة الأميركية مارتا إميليا هيرنانديز، زعيمة «تحالف قوس القزح»، التي تمضي حالياً في منتصف ولايتها الثانية (فقد انتُخبت عام 2024 وأعيد انتخابها عام 2028)، تمثل نموذجاً بالنسبة لفاطمة كارامازوف.

وقد كانت هيرنانديز أول المهنّئين، إذ بعثت برقية طويلة ودافئة لرئيسة الوزراء الجديدة، التي يُفترض أن تكون وجهتها الرسمية الأولى هي واشنطن. وهي تعمل حالياً على وضع جدول جولة ستقودها إلى أبرز عواصم المنطقة والعالم للتعريف « بالبلد الجديد».